خيبة امل من ارقام النمو البريطانية والجنيه الاسترليني يستمر بالارتفاع
خلال ساعات الصباح الاولى لليوم وخلال فترة التداولات الاوروبية الصباحية, تم الاعلان عن مجموعة جديدة من الارقام الاقتصادية البريطانية والتي اظهرت مرة اخرى ارقاماً مخيبة للآمال, والتي تشير الى تباطؤ الاقتصاد البريطاني بأسرع من التوقعات, وهو ما رفع من حالة الخوف حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.هذه الارقام الصادرة اليوم تعطي اشارات واضحة وتأكيدات على ان بنك انجلترا المركزي بعيد جداً عن تعديل سياسته التسهيلية في أي وقت قريب, بل من الممكن الان وبعد ارقام النمو ان نشهد المزيد من التسهيل خلال الفترة المقبلة خصوصاً في ما لو استمرت الارقام بالتباطؤ .
نتائج الارقام الصادرة اليوم
البداية مؤشر ثقة المستهلكين, والذي سجل القراءة السلبية الرابعة عشر على التوالي على المستوى الشهري عند مستويات -7 خلال الشهر الماضي بالمقارنة مع -6 (القراءة السابقة), وهذه القراءة هي الأسوأ والاضعف في المملكة المتحدة منذ اكثر من خمس اشهر تقريباً.
ثانياً, اظهر مؤشر اسعار المنازل في المملكة المتحدة قراءة سلبية مفاجأة لينخفض المؤشر بواقع -0.4% بالمقارنة مع انخفاض آخر الشهر الماضي بواقع -0.3%, وذلك على الرغم من ان التوقعات كانت تشير الى ارتفاع المؤشر بواقع 0.1% على الاقل.
وهذه القراءة السلبية هي ثاني قراءة سلبية على المستوى الشهري على التوالي, وهو الشيء الذي لم تشهده المملكة المتحدة منذ العام 2012, وهو اكبر انخفاض شهري ايضاً منذ يوليو من العام 2012 ايضاً, وهو ما يرجح تراجع قطاع العقارات في المملكة المتحدة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.اخيراً, اظهرت معدلات نمو الناتج المحلي الاجمالي تباطؤً بأسرع من التوقعات ايضاً, ليظهر الاقتصاد نمواً بواقع 0.3% في الثلاث اشهر الاولى للعام الجاري وذلك على الرغم من ان التوقعات كانت تشير الى نمو الاقتصاد بواقع 0.4%.
على الرغم من ذلك, إلا ان الشيء الايجابي كان في تعديل ارقام النمو للربع الاخير من العام الماضي نحو الاعلى الى مستويات 0.7% من 0.6%, إلا ان ارقام النمو اليوم تعتبر الاضعف من نوعها منذ الربع الاول من العام 2015. وعلى الرغم من كل الاجراءات التي اتخذها بنك انجلترا المركزي بعد الاعلان عن نتائج استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, إلا ان الاقتصاد لازال يعاني من المزيد من الضغوط.
لماذا لازال الجنيه الاسترليني قوي على الرغم من ارقام اليوم
على الرغم من الارقام الصادرة اليوم والتي تظهر تراجع الاقتصاد بشكل واضح خلال الربع الاول من العام الجاري على الاقل, لازالت الاسواق تركز على ارقام التضخم العام, والتي لازالت ترتفع بشكل تدريجي واسرع من توقعات البنك المركزي وهو ما يضغط حالياً على مدخول المستهلكين.وطالما ان معدلات التضخم لازالت تشير الى مزيد من الارتفاع, ففي الغالب ما سنشهد المزيد من القوة في الجنيه الاسترليني. إلا ان هذه الارتفاعات من غير المتوقع ان تتحول الى اتجاه عام مرتفع في أي وقت قريب, حيث ان نتائج الانتخابات ومفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي في الغالب ما ستضغط على الجنيه الاسترليني من جديد.
الجنيه الاسترليني مقابل الدولار قد يختبر مستويات 1.30 قريباً
خلال تعاملات يوم امس, استطاع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار ان يرتفع الى ما فوق مستويات المقاومة المهمة والتي كانت تتمركز عند مستويات 1.2866 والتي كانت تعتبر مستويات دعم مهمة في شهر يونيو من العام الماضي عند الاعلان عن نتائج الاستفتاء للخروج من الاتحاد الاوروبي, ليغلق يوم امس بشكل واضح فوق ذلك المستوى المهم.خلال ساعات الصباح الاولى اليوم, استمرت الارتفاعات من جديد حتى وصل الجنيه امام الدولار الى مستويات 1.2940 حتى لحظة كتابة هذا التقرير. واختراق يوم امس يفتح المجال امام الزوج بأن يضيف المزيد من المكاسب نحو مستويات المقاومة التالية والتي تتمركز عند 1.30 وهو حاجز نفسي مهم ايضاً, والذي يجب متابعته ايضاً, حيث ان اختراق هذا المستوى من الممكن ان يؤدي الى مزيد من الارتفاعات نحو مستويات المقاومة التالية والتي تتمركز عند مستويات 1.3080.على الرغم من ذلك, إلا ان على المتداولين عدم اغفال ان المؤشرات التقنية قد وصلت الى مستويات تشبع عمليات الشراء بشكل كبير, وهو الشيء الذي يشير الى ان الارتفاعات الحالية لديها ايام بسيطة للاستمرار فقد قبل بداية التصحيح نحو الاسفل من جديد.
انخفاض الين الياباني قد يدفع الاسترليني ين الى مستويات 147.0
تعض الين الياباني هذا الاسبوع لضغوطات كبيرة منذ بداية تعاملات الاسبوع يوم الاثنين, حيث انخفض الين الياباني بأكثر من 2% امام معظم العملات العالمية وهو الشيء الذي دفع الاسترليني مقابل الين الى مستويات ما فوق كل المتوسطات المتحركة بما فيها متوسط 50 و 100 و 200 يوم على المستوى اليومي وذلك لأول مرة منذ يناير من العام الجاري.هذا الاختراق برفع احتمالية استمرار الارتفاع من جديد خلال الساعات والايام المقبلة, خصوصاً في ما لو استطاع الجنيه الاسترليني الاستمرار بالارتفاع قبيل الانتخابات العامة في المملكة المتحدة وخصوصاً في ما لو استمر ضعف الين بشكل اكبر واسرع مما شهده خلال الاسبوع الجاري.وفي ما لو حصل ذلك بالفعل, فمن الممكن ان نشهد ارتفاعات قوية للجنيه الاسترليني مقابل الين نحو مستويات المقاومة السابقة والتي تتمركز حالياً عند مستويات 147.40 على الاقل, والتي من المتوقع ان تظهر بعض عمليات البيع عند تلك المستويات.لكن المؤشرات التقنية قد وصلت الى تشبع عمليات الشراء على معظم المستويات وهو ما يعني ان ارتفاع الاسترليني مقابل الين ايضاً لديه ايام بسيطة من الارتفاعات قبيل ان نشهد بداية عمليات البيع والتصحيح نحو الاسفل من جديد.