خلال الاسبوعين الماضيية, ارتفعت التوترات السياسية بشكل غير مسبوق بين الدول العربية ودولة قطر بشكل كبير جداً, وبالاخص مع دول الخليج.الدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين وجمهورية مصر العربية كانت قد اعلنت عن لائحة من المطالب لقطر, واعطيت قطر مهلة 10 ايام تقريباً للرد على هذه المطالب, وعدا عن ذلك, سيتم اتخاذ اجراءات صارمة بشكل اكبر.قطر لم تجيب على المطالي خلال العشر ايام الاولى, وطلبت تمديد المهلة 48 ساعة, ووافقت الدول المقاطعة لذلك الطلب, إلا ان قطر لم توافق على المطالب على ما يبدوا.خلال يوم امس, الجميع حول العالم كان ينتظر المؤتمر الصحفي لوزراء خارجية الدول المقاطعة والذي انعقد في القاهرة, وهو المؤتمر الذي كان من المفترض ان يتم الاعلان فيه عن الاجراءات الجديدة ضد قطر.إلا ان المفاجأة كانت عدم الاعلان عن اي اجراءات جديدة, وقررت الدول المقاطعة الاعلان للعالم عن ان قطر لا تريد تنفيذ المطالب, دون اي معلومات اخرى. لكنهم اعلنوا عن انهم سيجتمعون قريباً خلال الاسابيع القليلة المقبلة للاعلان عن الاجراءات الجديدة.
ما هي المطالب ولماذا؟
هذه ليست المرة الاولى التي تقوم دول الخليج العربي بقطع علاقاتها مع قطر. خلال السنوات القليلة الماضية, اعلنت العديد من الدول عن سحب سفرائها من قطر, حيث ان هناك دلائل في تلك الفترة عن ان قطر تدعم الارهاب في العديد من المناطق في الدول العربية, ولا أحد يعلم عن سبب قيام قطر بهذا الشيء.كما ان قطر تقوم حالياً باحتضان العديد من الاسماء المطلوبة في الوطن العربي, وخصوصاً اعضاء تنظيم الاخوان المسلمين المحظور في مصر والعديد من الدول العربية, كما رفضت قطر تسليم اي منهم لأي دولة على الرغم من ان عليهم احكام في قضايا عنف واضحة بحسب العديد من التقارير وهو شيء غريب ايضاً.هذه المرة, يبدوا ان الدول التي اعلنت عن مقاطعة قطر قد حصلت على ادلة دامغة وواضحة بأن قطر تدعم الارهاب في العديد من الدول, ويبدوا ان الادلة تشير الى قطر بشكل واضح وصريح, وهو ما ادى بالدول المقاطعة الى اتخاذ هذه القرارات ومقاطعة قطر بشكل كامل.الدول العربية الان تطالب قطر بوقف التعامل مع ايران, وايران هي الدولة التي لعبت دوراً كبيراً في زعزعة استقرار المنطقة خلال الفترة الماضية وخصوصاً منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا.كما ان هناك مطالب واضحة لقطر بأن تتوقف عن احتضان الاسماء والاشخاص ذات السوابق في قضايا عنف وتسليمهم الى الدول المطلوبين فيها. كما طالبت الدول العربية ايضاً اى اغلاق قناة الجزيرة الاخبارية والتي ايضاً بحسب التقارير لعبت دوراً كبيراً في زعزعة استقرار المنطقة العربية من خلال الاعلان عن اخبار كاذبة ومضللة طبقاً للاعلان.
الامر لن ينتهي بشيء ايجابي على ما يبدوا
سواء اذا كانت القصة صحيحة ام لا, وسواء كانت قطر تدعم الارهاب ام لا بشكل مباشر او غير مباشر ايضاً, فان الوضع الحالي لن ينتهي بشيء ايجابي على ما يبدوا وخصوصاً لقطر.قطر الان في زاوية ضيقة جداً وفي مكان لا تحسد عليه ابداً من اي مكان في العالم, خصوصاً وان لديهم خيارات بسيطة ومحدودة جداً في الوقت الحالي.قطر في حالة من العزلة التامة نوعاً ما, وفي نفس الوقت, هذه العزلة اصبحت تكلفهم المليارات من الدولارات بشكل يومي. تكاليف الشحن كمثال وطبقاً لمصدر رسمي من قطر ذكر ان تكلفة الشحن قد ارتفعت 10 اضعاف ما كانت عليه قبل الازمة الاخيرة, بينما يكافح البنك المركزي القطري لإبقاء الريال القطري في حال من الاستقرار.وهذا كله حصل خلال عشر ايام من العزلة فقط. والسؤال يكمن الآن, في ما لو قررت الدول الاربعة المقاطعة ان تقوم بمزيد من الاجراءات, كيف ستصبح الامور في قطر؟ كيف ستتفاعل قطر مع هذه الاجراءات؟ وما الذي ستفعله ايران ايضاً؟لا احد يعرف الاجابة, لكن يبدوا ان درجة حرارة الصيف في المنطقة العربية سترتفع بشكل كبير وقد تصل الى مستويات لم تشهدها المنطقة العربية من قبل.
اي تأثير على أسعار النفط؟
غالباً لن نشهد تأثير كبير على اسعار النفط, حيث من غير المتوقع ان يكون له تأثير على اتفاق خفض انتاج النقط ما بين اعضاء اوبك وخارجها, حتى في ما لو قررت قطر ان تخرج من هذا الاتفاق.قطر كانت قد وافقت على خفض انتاجها من النفط بحوالي 30 الف برميل, وهو رقم بسيط جداً بالمقارنة مع باقي الدول التي تتحمل خفض مئات الالاف من البراميل يومياً. وفي ما لو قررت قطر بالفعل الخروج من الاتفاق, فسيكون من السهل جداً على الدول ان تقوم بتوزيع الـ30 الف برميل على اعضاء اوبك وخارج اوبك ايضاً.
لماذا انخفضت اسعار النفط يوم امس؟
انخفاض اسعار النفط يوم امس ليس له اي علاقة بما يحصل الان في قطر وليس له علاقة بالمؤتمر الصحفي الذي حصل يوم امس. انخفاض اسعار النفط يوم امس يعود الى تصريحات من روسيا, والتي ذكرت انها ستعارض اي خطة مستقبلية لخفض الانتاج بشكل اكبر من المتفق عليه في الاتفاق الاخير.بالاضافة الى ذلك ايضاً, ذكرت الامارات العربية المتحدة خلال الاسابيع الماضية انه لا يوجد حديث الان او مفاوضات حول خفض اكبر في الانتاج في اي وقت قريب.وهذه التصريحات كافية بأن تضغط على اسعار النفط من جديد, وكما ذكرنا سابقاً, اسعار النفط تحتاج الى مزيد من القرارات على الارض لكي ترتفع بشكل ملفت, عدا عن ذلك, ففي الغالب ما سيستمر الضغط على الاسعار من جديد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق